فضيحة رقمية جديدة شاهد الآن

ليبيا: نفوذ قادة الميليشيات يفاقم التوترات الأمنية رغم محاولات الحكومة للسيطرة



طرابلس – تشهد ليبيا حالة من التدهور الأمني المتصاعد، في ظل تنامي نفوذ قادة الميليشيات المسلحة الذين بات لهم دور محوري في مؤسسات الدولة. ومن أبرز هؤلاء عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، الذي تحوّل من مجرد عامل في مخبز وسجين سابق إلى أحد أبرز الشخصيات الأمنية في العاصمة طرابلس.


بعد سقوط نظام معمر القذافي، أُفرج عن الككلي من السجن، وبدأ بتشكيل جماعة مسلحة تضم أكثر من 2000 عنصر، استطاع من خلالها فرض سيطرته على منطقة أبوسليم، ليصبح فعليًا أحد أبرز قادة الأمن غير الرسميين في العاصمة.


وعلى الرغم من محاولة الحكومة الليبية دمج هذه الكيانات داخل مؤسسات الدولة الرسمية، حيث تم تعيين الككلي في منصب أمني تحت إشراف وزارة الداخلية، إلا أن تقارير محلية تشير إلى أنه استغل منصبه لتوسيع نفوذه، وعمل على تعيين أقاربه والمقربين منه في مواقع حساسة بالدولة، منها شركات الاتصالات، البنوك، وقطاعات النفط.


في عام 2021، وبعد تولي عبد الحميد الدبيبة رئاسة الحكومة، سعى إلى احتواء الككلي عبر تحالف سياسي غير رسمي، وقام بترقيته وعدد من رجاله. إلا أن الككلي تجاوز هذا التعاون، وبدأ يطالب بمناصب وزارية لأفراد من دائرته، وهو ما رفضه الدبيبة، معتبراً أن الككلي تجاوز حدود التعاون وبدأ يفرض شروطه على الحكومة.


تسود حالة من القلق في الأوساط السياسية والأمنية من احتمالية تصاعد الخلاف بين الحكومة وقادة الميليشيات، ما قد يؤدي إلى انفلات أمني جديد في العاصمة. ويطالب مراقبون بضرورة حل الجماعات المسلحة ودمج عناصرها في مؤسسات الدولة بشفافية، لمنع تكرار سيناريو الفوضى الذي عانت منه البلاد طوال السنوات الماضية.


جميع التصنيفات والاقسام